تصور الإطارات الأمازيغية لإعمار الأطلس الكبير

تصور الإطارات الأمازيغية لإعمار الأطلس الكبير

بعد عمل كبير تصل الإطارات الأمازيغية إلى الصيغة النهأئية بالعربية والفرنسية لتصور الإطارات الأمازيغية لإعمار الأطلس الكبير موقعة من طرف العديد من الجمعيات. الالتزام بالفعالية والتقاء الإطارات والفعاليات والباحثين والخبراء وانخراطهم كان العامل الأساس في انجاح وصياغة هذا التصور.
الخطوات الموالية ستهم الترافع، وقد تشكلت آلية للتتبع والتنسيق، والوثيقة هي وثيقة الجميع وللتملك الجماعي لكل الإطارات والفعاليات من أجل الترافع حولها على المستويات المحلية والجهوية والوطنية من أجل تفعيل مضامينها في إطار مشاريع وبرامج إعادة إعمار وتنمية الأطلس الكبير وانصاف الجبل بشكل عام في بلادنا.

رابط التحميل

https://drive.google.com/file/d/1HhO0YeQpkZzYnLklx3TT2cbu3oGzWHpK/view

المغرب، أفقا للفكر، عبد الكبير الخطيبي

المغرب، أفقا للفكر، عبد الكبير الخطيبي

في التراث

كثيرا ما تفلت مسألة المغرب من هؤلاء الذين يسكنون فيه. فجذور الإنسان الطوبوغرافية لا تمنح كأعطية بالولادة للذين يقيمون في الأرض التي ولدوا فيها. أسير على هذه الأرض، وتضيء نظري شمس هذه البلاد، وأحيي وأنا سائر وجوه البشر، لكن ماذا تعني هذه الفقرة في مطلع هذا النص؟

لهذا ننفصل رأسا عن معنى ” التراث”  الشائع. صحيح أن التراث هو، بالنسبة إلى الفكر، راحة الموتى، أرضيين وعليين. وتنبع هذه الراحة من الأرض، من ماضي الأرض، في قلب الذاكرة. تؤسس هذه الدعوة في ذاتها ملجأ التراث. فالتراث (الذاكرة، الأرض، اللغة) لا يضيء الانسان إلا بمقدار ما يستحق موته، بين الموتى.

لهذا ننفصل رأسا عن معنى (التراث) الشائع. صحيح أن التراث هو عودة المنسي. ولابد لهذه العودة من أن نستوقفها ونطرح عليها الأسئلة لكي تدلنا على طريق الموتى الذين يتكلمون، الذين يتحدثون معنا. بماذا ينطق التراث – كل تراث؟ إنه ينطق بإقامة الإلهي في قلوب البشر وعقولهم، وقد احتضنت الميتافيزيقا هذه الإقامة منذ نشأة الفكر. فالميتافيزيقا هي، بمعنى ما، ماء التراث الروحية. إن أداة التصدير (ميتا) (فيما وراء) تجمع بين مصير البشر ومصير الآلهة، بين الأرض والسماء من أجل عودة الموتى الذين يتكلمون. غير أن كلام الموتى، في هذه العودة، شديد البأس دائما على فكرنا: فلسنا إطلاقا متأهبين كما ينبغي لكي نجابه هولهم.

في الاختلاف الوحش:

أطلق فانون قبيل موته هذا النداء:  “هيا، أيها الرفاق، لقد انتهت اللعبة الأوروبية، والبد من البحث عن شيء آخر ” . التخلي عن أوروبا والابتعاد عنها إلى الأبد؟ أليس هذا وهما، مادامت أوروبا تقيم في كياننا؟ زد على ذلك أن الكائن المغربي هو، في مشكلته القصوى، كما نعتقد، غرب صعب المعالجة أكثر من أي وقت مضى- حتى الموت.

إذا كان الغرب فينا، لا كشيء خارجي مطلق، بل كاختلاف نقارنه بدقة مع اختلاف آخر يدعونا هو نفسه إلى التفكير فيه كما هو في رهان الفروقات (فروقات الوجود)، إذا لم يعد الغرب إذن وهم تبلبلنا الخاص، فإن كل شيء يبقى آنذاك للتأمل ، حتى الموت.

لنسم  “الاختلاف لوحشي” بالانفصال الزائف الذي يقذف بالآخر في خارج المطلق. الاختلاف الوحشي يؤدي بشكل حتمي إلى ضلال الهويات المجنونة: الثقافوية، التاريخوية، القوموية، التزمتية الوطنية، العرقية… كانت هذه الدعوة إلى الاختلاف الوحشي (الوحشي والساذج) السخط الذي نتأمله، في مرحلة زوال الاستثمار، ويظل نقدها الغرب أسير العداوة وأسير هيغلية منحطة. وما نزال نتساءل: ما الغرب المعني؟ ما الغرب الذي نعارضه بنا، فينا نحن؟ ومن نحن؟

 

في الهامش

إن فكر  “النحن ” الذي نتجه إليه لم يعد يتموضع أو يبدل موضعه في الميتافيزيقا، بل على هامشها.  وهو هامش يقظ. “نحن” ، هذا التفريق غير المقبول، غير المدروس، فيما وراء الآخرية الطغيانية والهويات العمياء. أن فكر هذا  “النحن”   هو هذا التقييد التاريخي الذي ينسج الكائن- والذي ينسجه الكائن – على هامش الميتافيزيقا. لا نقدر أن نستحق موتنا بغير أن نقلق الميتافيزيقا. هذا الإقلاق هو الذي يرجرج علاقتنا بالتراث.

ليس حديثا تراثيا لأنه يمجد التراث، لكنه ليس منفصلا عن الوقت الراهن بشكل يكفي لكي نفهم قليلا جدا تراجع العرب (التاريخي) وانحدارهم كحضارة شاملة. لقد سقطت هذه الحضارة الشاملة، بشكل ساطع، بدءا من القرن الرابع عشر. ماذا حدث؟ لابد من استئناف الحوار مع سر هذا التراجع وهذا الانحدار نحو الغرب. كيف نضطلع بهذا التراجع وندرسه، بشكل دقيق؟ ما شأن هذا التراجع في اقلاق الميتافيزيقا؟

في السيادة

الغرب، من جهة، سائر (منذ عصور) نحو هيمنة شاملة. وقد أسس هيغل هذا السر في مملكة المعرفة المطلقة. يمكن القول إن فكر هيغل يعبر عن نظره الثاقب كنسر أسطوري.

تعني هذه الاستعارة، مثلا، أن مسألة السيادة (الاستعمار، الامبريالة، السيطرة…) مطروحة انطلاقا من النظر الهيغلي الذي ما تزال الماركسية مأسورة فيه. تحرير العبيد، ذلك هو، في الواقع، شعار الماركسية. إلا أن الغرب كما هو، يجسد مصيرا ميتافيزيقيا وتاريخيا ينمو وفقا لإرادة قوة جديدة: تعميم التقنية عالميا، وهي إرادة قوة لا غائية لها: لعل الانسان قد وصل إلى هذه الأرض متأخرا جدا، دائما، وهكذا استبعدته سيادة لا سيد لها، وضاع في التيه إلى الأبد. هل الانسان إذن خطأ في المسير؟

نحن  أيضا نصل متأخرين جدا إلى عصر التقنية. كيف نقدر أن نأخذ نظامها دون أن نرغب بدورنا في أخذ نصيبنا من مملكة العالم؟ نريد أن نحرر مجتمعاتنا التي يهيمن عليها اللاهوت والتقنية، لكننا لا نحس كفاية أن فكر الاختلاف الوحشي هو وحده الذي يقدر أن يحافظ على حداد الميتافيزيقا (التقنية)، ويبدأ بتدمير المعرفة المطلقة. نحو هذا الحداد ينحدر مع ذلك الغرب، بطريقته الخاصة. إن أصلية الكائن توجهنا نحو جدارة الموت. أننا نسأل عشاق السيادة، الأقوياء العضلات: كيف يحب الانسان موته الخاص؟ أي تراجعه- كأثر تاريخي؟ من أجل أن يحتضن الموت في الاختلاف الذي تصعب معالجته.

في التراجع

قبل أن نتابع هذا الحديث، نريد أن نعبر عن قلقنا حول منحى كلامك. لأية ميتافيزيقا تشير بمثل هذه الطريقة الحماسية؟ هل تتكلم (إذا قبلنا أنك تتكلم) انطلاقا من تراثك؟ انطلاقا من الفلسفة اليونانية؟ الألمانية؟ نتساءل في الوقت نفسه إذا لم تكن هذه المسألة الأولى نفسها مغطاة بمسألة اللغة التي تكتب بها؟

لا شيء من هذا كله، حتى تراثي نفسه، أعطي لي كما لو أنه نعمة، ألا أذا كانت النعمة هي تلك الرعشة المغيرة، رعشة الإلهي والموتى. لكن، لا نبتعد عن اعتراضكم الأول، الذي أتبناه، إن كنا نسعى إلى الشيء ذاته. على أية ميتافيزيقا نتكلم؟ المسألة تتصل بمجابهة غريبة: المجابهة بين الميتافيزيقا الغربية (اليونانية في جوهرها) والميتافيزيقا الاسلامية، كمفكرين جذريين في الكائن. لنستعد كلامنا السابق على التراث. التراث يعبر عن عودة الموتى الذي يتكلمون. من نبع هذا الكلام، ينبجس الكشف عن لغة أعلن أنه لا تمكن محاكاتها (الاعجاز): اللغة العربية. إن اللغة العربية، كمكان ميتافيزيقي بامتياز، تجمع- في فكر المؤمن- بين الأرض والسماء…

وتفتح أبوابه الجنة…

لكن المتصوف يفتح عروقه.

إن وعي المطلق في هذه اللغة التي لا تحاكى يرويه مجيء خارق: القرآن.

نعم، القرآن كصورة للإلهي…

تحجب وجه الله…

الطريق التي يبدو أنكم تسلكونها يونانية، جذريا: فكر الالهي كحضور للكائن، كحدث… أما قيل وأعيد القول أن الفلسفة العربية يونانية في جوهرها.

نعم، وفقا لاتجاه معين. أقول، مثلا، أن إله أرسطو، داخل في الاسلام، قبل مجيء الاسلام.

هذه إشارة تفسر لماذا ابتكر العرب لاهوت أرسطو المشهور، من أجل أن يلغوا، بمعنى ما، الوثنية اليونانية، وينتزعوا من هذا الشعب اختلافه الذي يصعب على الوحدانية أن تعالجه.

كان لهؤلاء العرب موهبة ابتكار حكايات جميلة.

هل يكون اللاهوت حكاية جميلة؟ قصة من أجل أبناء ضالين؟

إن الإشارة بذاتها إلى (لاهوت أرسطوا، الخيالي) هي، حكاية ذات دلالة. لكن لاحظوا أن الموقف التالي هو الذي يبدوا خارقا ومفرطا على السواء: الاسلام الذي هو ميتافيزيقا الإله المحجوب (الاسلام يحجب أيضا وجه النساء، باعتبار الحوريات لا تمكن رؤيتهن في الدنيا إلا في الجنة الصوفية). الاسلام، في مواجهة اليونان، فقد النظر. وما زلنا نرتجف من هذا الفقدان، ونحاول أن ننظر. من؟ أي شيء؟ إن عنى الهوية يبلبل خطواتنا. لكن لعلنا نستمد من هذا العمى الذي جو نصيبنا، قوتنا من أجل العودة إلى ضياء الفكر. لهذا يتوجب علينا أن نحب تراجع العرب التاريخي ونقترب منه. علينا، باختصار، أن نتوجه نحو ليلهم.

تتحدث أحيانا عن العرب قائلا (هم). هل أنت جزء من كوكب آخر؟ أم أنك اصطنعت، على غرار المستشرقين، نوعا آخر من العرب اللامرئيين، الضائعين إلى الأبد في عودة الموتى؟

وعد للذات: أن تكون بلا حد عربية عن إفراط…

أو نقص.

نعم.

هل قلت من هنيهة أن العرب آخذون في تغيير وجههم؟

بمقدار ما يقوم وجه التفكير، المتراجع، في ملاحظة الآخر المبتعد في ذاته: فكر الكائن والصحراء، الهيام الصوفي والخنثوية. هذه القضايا (المكبوتة اليوم) في الفكر العربي التقليدي يجب أن نحتضنها في نقدنا المزدوج.

لكن هذه العودة إلى الذات يطالب بها التراثيون من كل جانب.

لقد فقدت التراثوية معنى التراث. فالدعوة السلفية لتفسير الأصالة تكشف عن عقيدة إصلاحية تدعو للارتياب. هذا الهدف العقائدي يقوم على تحويل العرب إلى شعب من اللاهوتيين السياسيين.

في بلدان يغلب عليها الفقر والإدلال، تقومون بدعوة الأشباح. مع من تتحاورون؟

ندافع عن النقد المزدوج، وعن الاختلاف الذي تصعب معالجته، والذي سنتحدث عنه، إن شئتم، بعد قليل.

ثلاثة تحولات

هكذا ترتسم مراكش، كأفق للتفكير، وفق ثلاثة تحولات، لثلاثة خطوط كبرى:

التراثوية. نسمي الميتافيزيقا التي تحولت إلى لاهوت تراثوية. ويشير اللاهوت هنا إلى فكر الواحد الأحد، الموجود كوجود أول، كعلة أولى.

السلفية. نسمي الميتافيزيقا التي تحولت إلى مذهب سلفية. ويشير المذهب هنا إلى أخلاق سلوك سياسي، إلى تربية اجتماعية.

العقلانية (السياسية، الثقافوية، التاريخانية، الاجتماعية،…)نسمي الميتافيزيقا التي تحولت إلى تقنية، عقلانية. وتشير العقلانية هنا إلى تنظيم العالم بإرادة قوة جديدة تقوم على الوضعية العلمية.

الميتافيزيقا التي تحولت إلى لاهوت ومذهب وتقنية: تمكن مقاربة هذه التحولات الثلاثة بالتاريخ وبعلم الاجتماع. هكذا نرى التمييز عند إيديولوجي مراكشي (عبد الله العروي) بين الشيخ والليبيرالي والتقني. مثل هذا التمييز مفيد بلا ريب في التحليل النفسي- الايديولوجي، لكنه لا يلامس قضية العالم العربي إلا من بعيد.   لماذا؟ إن التمييز الذي أشرنا إليه هو، في منطقه الخاص، تمييز ناقض: أين مكان التراثوي اللامذهبي، والتراثوي اللاهوتي بالفعل؟ ثم إن ما نستخدمه على الأخص اليوم ومنذ أمد، ليس مجرد صورة اختبارية من “ايديولوجية عربية ما” نصفها بأنها معاصرة، وإنما هو بالأحرى المصير التاريخي للعرب، وتراجعهم وانحدارهم منذ فجر الاسلام. التاريخي ليس التأريخي، والإيديولوجي مؤسس في الميتافيزيقا، والمعاصر متجه نحو عودة الواحد أو الشيء ذاته: إن مسألة العرب ما يزال يحجبها ايديولوجيونا الذين تشغلهم كثيرا المشكلات السياسية الراهنة.

إن الميتافيزيقا (الالهيات) حاضرة كتفكير في الوجود والموجود، كتفكير في الجوهر، في الواحد والكثير، منذ بداية الفلسفة في الاسلام (الكندي). هذه الفلسفة – على غرار اليونان – “تعزل”، بمعنى ما، اللاهوت النظري لعلم الكلام الذي كانت مسألته الأساسية تدور حول حدوث الكلام الالهي أو قدمه. إن انحسار هذه الفلسفة (منذ القرن الثالث عشر) أمر لم يدرس: كيف نحيط بمسألته، هنا والآن؟

كانت الفلسفة العربية تعرف على طريقتها ما نتعلمه الآن في الغرب. لقد نسينا ألف-باء مسألة الموجود والوجود، الهوية والاختلاف، ونتابع الثرثرة بلا حياء حول استعادة الهوية وحول الولادة العربية الثانية. ولادة ثانية لأي شيء؟ الولادة من جديد في الفكر هي المصير المأثور للأشباح، للموتى الذين يكلموننا. نحن تراثويون بنسيان التراث، مذهبيون بنسيان فكر الكائن، وتقنيون بالعبودية. من دجننا هكذا لكي يصبح مثل هذا النسيان شأنا يتكرر جيلا بعد جيل؟

غير أن النسيان ليس العدم، وليس هروب الزمن، وإنما تمسك به قوة أخلاقية فعالة وطاقة لاهوتية ضارية. التراثوية هي هذه الفعالية، هذا الجهد المستبسل للعقاب والإكراه. لم نقل ما يكفي عن ان الحلم العميق للتراثوي هو أن يأخذ مكان الله، أبديا وثابتا. وليس مدهشا أن ينتهي بنفي نفسه في سماء النظر الصافية.

في التاريخ

كل مجتمع يعيد كتابة المكان الذي يتأصل فيه ثانية، فيما يعيد كتابة تاريخه، وبهذه الحركة يسقط عن الماضي ما يفلت منه في الحاضر. بلى، إن التاريخ هو مسكن الانسان ومنبت هويته المتعددة. لكن نحو أي مكان تاريخي يتجه؟

” لنمارس التاريخوية المعممة”: ذلك هو شعار عبدالله العروي. لاشك أن هذا التاريخوي يمتلك جدارة الإرادة لإعادة التفكير في “الوعي التاريخي”، بالنسبة إلى الإيديولوجية العربية، وبخاصة المغربية. أنه يلح على معنى الاستمرارية التاريخية، وعلى أهمية المراحل ذات الأمد الطويل، من أجل أن يرد الوضع الاستعماري و”تخلفنا الثقافي” (هذه عبارة له) إلى مجال تاريخي كلي. إذن، من أجل أن يدخل في عمل المؤرخين العرب ترتيبا نظريا آخر، ورؤيا أخرى لأنفسنا، يفضح العروي “استلاب المواطن” بالبحث الذي نشأ في المرحلة الاستعمارية، أو بالتراثوية التي تثبت تاريخ العرب في ماض حنيني. هذه الجهود كلها ضرورية ومفيدة. لكن المسألة التاريخية (مسألة الذروة والتراجع، مسألة نمو الكائن في مصير الشعوب والعالم) قلصت في تاريخانية معممة، لا تهدد إلا مأزقه النظري الخاص. لم هذا؟ إن العروي يرد التاريخ إلى شمولية ميتافيزيقية، تسيجها الاستمرارية والعقلانية والميل إلى النظام والارادة، كما لو أن “عامل التاريخ” عقل مطلق، قادر أن يسيطر على المصير. من جهة أخرى، يتيح العروي، من حيث أنه يريد تغيير التاريخ، أساسيا، بقانون الاستمرارية، – يتيح للحركة الأخرى أن تتسرب بين الأصابع، حركة لا تعوض في عنف الكائن (التاريخي.

هذا المأزق النظري، المأسور في الميتافيزيقا، هو الذي جعله قريبا من الماركسية. غير أن الماركسية، في أحد أشكالها الأكثر صرامة ترفض:

التاريخانية المتعالية (تاريخانية المجتمع الإقطاعي) التي تحددها المطلقات (الله، النبوة، القدر…

تاريخانية الفكر الليبرالي (القرن الثامن عشر الأوروبي) التي أوجدت بدائل تحل محل مطلقات التعالي، وهي بدائل معلمنة: العقل، الفرد، الحرية،… فلقد حدث تغيير ايديولوجي، لكن التربة الميتافيزيقية بقيت هي إياها.

لسنا ملزمين باتباع المسيرة ذاتها، بأن نجتاز من جديد المراحل التي اجتازها الغرب. يجب أن ننطلق رأسا، من الموجود، من القائم هنا كمسألة. إن آلتوسير، مثلا، يدعي التاريخ، وصراع الطبقات كقضية بلا باعث ولا غائية. لقد غير موقف الماركسية النظري، دفعة واحدة، في تجاوزه هذين النوعين من التاريخانية، اللذين ذكرناهما. والواقع أن عمل العروي يبقى معلقا بينهما.

ما يلزمنا هو أن نتجاوز من الجوانب جميعا الصورة الضيقة التي نملكها عن أنفسنا وعن الآخرين، وأن ندخل في المعرفة فسحة ذات محاور استراتيجية متعددة، وأن نفرغ الكتابة التاريخية من المطلقات (اللاهونية، المركزية اللاهوتية…) التي تفيد الزمان والمكان، وتقيد جسم الشعب.

أن نخلخل بنقد يقظ، نظام المعرفة السائد (من  حيث أتى) هو أن ندخل النظرية في الصراع الاجتماعي والسياسي، غير أن لهذا الصراع الحاضر لا حاليته المنسية التي يجب السير نحوها في عنف الكائن التأريخي، في عالم تقبض عليه أكثر فأكثر إرادة قوة لا تقاوم.

إن ما يهدم تاريخانية العروي هذه هو أمانتها للهوية الوحشية، أي “لمسألة” ساذجة من مسائل الوجود. ومن هنا يخلط العروي بين “الآخر” و”الغير”، و”الآخرين”، بين الأنثروبولوجية الثقافية، وفكر الاختلاف، بين التاريخي والتأريخي. زد على ذلك أن آراءه المختلفة حول الوجود العربي تسقط من تلقائها: فلسنا بحاجة إلى الالحاح بهشاشتها. يكتب، مثلا: “منذ ثلاث أرباع القرن، يطرح العرب على أنفسهم سؤالا وحيدا واحدا: من الآخر، ومن أنا؟” (الايديولوجية العربية، ص15) كما لو أن هذا السؤال ليس السؤال الجوهري لفكر الوجود، باستمرار. فبأية سذاجة ينسى العروي مسألة الوجود والموجود، المؤتلف والمختلف، كما طرحت في الفلسفة اليونانية والفلسفة العربية. إن ايديولوجية العروي منهارة من أساسها.

في الشعب

من المعروف أن مراكش لم تعد، بالمعنى الحقيقي، من فكر فلسفي (عظيم)، علمي أو أدبي. أن ابن خلدون ليس للمراكشيين وحدهم: فقد كانت رسالته عربية.

شاركت مراكش، بشكل هامشي، في تكوين الثقافة العلمية، مع أنها كانت مندمجة في الانتماء المزدوج الأندلسي – المغربي ولم تطور مراكش، بلد الفلاحين والمحاربين وبناة الممالك الكبار، ثقافة تاريخية، يفسر الباحثون هذه المسألة بغياب دولة منظمة بيروقراطيا بشكل قوي. لكن، إذا كانت استمرارية الشعب في لغته (لغاته) فكيف نفهم تاريخ مراكش؟

ما نزال نعجب، مثلا، من أن البربر (المراكشيين دوي الأصول القديمة) رفضوا بعناد أن يتبنوا أبجدية وكتابة “التيفيناغ” اصطلاح بسيط لوضع العلامات يستخدم لمهمات يومية أولية. قد يفسر هذا الرفض للكتابة، من بعض النواحي، وبالتاريخ وبعلم الاجتماع: تنظيم القبيلة المجزأ، لا مركزية السلطة المهيمنة، غياب البيروقراطية القوية، عنف الغزوات الاستعمارية التي حالت دون وحدة البلاد.

بلى، جميع هذه القضايا مفيدة، بالنسبة إلى قراءة موضوعية لمراكش. غير أن المسألة البعيدة لا تزال محجوبة: مراكش القديمة التي لا أبجدية لها، تدخل في جسم الشعب، في جوف الطغيان التاريخي. هو دخول مجيد أحيانا: في الأدب العربي (الدنيوي والروحي)، في الوشم والزخرفة، في بهاء الغناء والرقص. ذلك مشهد يكشف عن ديونيزية مراكشية تنحدر دفعتها النشوى نحو المحيط.

مراكش البديعة هذه آخذة في الزوال، تغطي اللامبالاة ذاكرتها. إننا، بمعنى ما، نتابع التهديم الطي بدأه الاستعمار وعلم الأجناس. وليكن قولنا مفهوما: نحن لا ندعو إلى الحنين الساذج للأصل القديم، وإنما ندعو إلى مراكش مراكش جذرية تخلصت من القانون اللاهوتي ومن سلطة العلموية.

إن على مراكش كأفق للتفكير وكينبوع للفن ان تكون في مستوى جذرية الوجود هذه، أي أن عليها أن تتجه نحو الزمن الجمع لمراكش لا تنسى، والتي لا يمكن أن يحاصرها قانون البشر ولا السور الميتافيزيقي.

في الهوية العمياء

التراثوية ليست التراث، إنها نسيانه، وهي، كنسيان، تجعل المذهب بديلا عن المسألة الوجودية: أولية كائن ثابت وأبدي. وتريد التراثوية أن تحافظ على هذه الثبوتية وهذه الأبدية، وتثبتهما إلى الأبد في شريعة البشر وفي امتلاك الأشياء.

غير أن الإرادة المذهبية لا تقدر أن تتجلى إلا في حقل “واقع” خائب في ذاته، ملائم للوعي البائس. وتريد السلفية أن تتجاوز هذا المأزق. إن إرادتها عقدية: إصلاح انحطاط العالم وفساده. (راجع نصوص علال الفاسي العقدية).

لا تقدر التراثوية ولا السلفية أن تكونا في علو مراكش، كأفق للفكر والفن. ما السبب؟ لأنهما، بضياعهما في العالم المعاصر، لم تعودا قادرتين على الانقلاب ضد سلطانهما الديني واللاهوتي المركزي، ولا ان تقوما بقفزة نظرية، أي أن تتحاورا مع الخارج (الشر) الذي يفسدهما ويدمرهما من الداخل.

تريد العقيدة السلفية أن تؤالف التقنية مع اللاهوت، معتقدة أنها تحقق بهذه المؤالفة المصطنعة اقتصادا مزدوجا:

اقتصادا وسيليا: تصبح التقنية، بحسبه، أداة قابلة للاندماج في مجتمع كالمجتمع المراكشي، دون أن تسيء هذه الأداة بشيء إلى البنية الاجتماعية – الاقتصادية التي تسند السلفية.

اقتصادا غائيا: ويفترض فيه أن التقنية مفرغة من القيم التي تؤسسه. تصبح التقنية إذن قابلة لأن تروضها وتوجهها الإرادة السلفية وفقا لأهدافها الخاصة.

إن خللا فكريا كهذا يحدد شكلا من الهوية العمياء سائدا بوجه خاص.

في الاختلاف الذي تصعب معالجته

تتحدث عن التقنية بشكل غامض. يبدوا أنك تعتبرها أحيانا لعنة شيطانية.

ليست التقنية الشر في ذاته، ولا الخير في ذاته. إنها المصير الكوني للعلم. وانتشارها لا يقاومه أي مجتمع: فهل يمكن إيقاف مصير العالم؟ حيث يقيم الانسان، تكون التقنية مقيمة كأرض ثانية.

وهذا يعني أنها في كل مكان، أيا كان المجتمع.

نعم، لنأخذ مراكش، مثلا. إننا نستورد الأشياء ونستورد ما يسمى نماذج التطور. لهذه النماذج فعالية وقابلية على التكيف عظيمة، قليلا أو كثيرا.

قد تفيد في القضاء على الفقر. يمكن تحقيق مستوى ما من النمو الاقتصادي بحسب المخططات الدقيقة قليلا أو كثيرا…

الدقيقة بقدر ما يكون جسم الانسان نفسه ذخيرة عمل يمكن حسابها: نوعية حياته، ونتاجه، وموته.

كيف تصبح هذه الآلات وهذه النماذج المستوردة؟

تخلق صورة، أو تصورا مزدوجا عن نظامها. هكذا تنتج تكنوقراطيات محلية للسهر على إدارتها. إن فعل التراكم هذا هو، بذاته، غير محدود. فنحن لا نرى نهايته. إننا نستورد مع هذه الآلات وهذه النماذج نوعا من العلاقة بين الانسان ونفسه، والانسان والطبيعة، ونوعا من العلاقة بين الانسان وأشباهه، الانسان والوجود…

هل يمكن استيراد مثل هذه العلاقة الوجودية؟

كنا في صدد الكلام على صورة التقنية.

ماذا تقصد؟

حسنا لنتكلم بشرعة على مسألة هيدغر الكبرى عن التقنية، من حيث أنها “ميتافيزيقا مكتملة”. حيث يمر الغرب، يرسم على طريقه، فكر هيدغر. حيث يظهر الشرق، يقابل في طريقه وجه هيدغر. هذا الوجه هو وجه فكر الوجود، فكر الاختلاف. بين اليونان وفكر هيدغر، بين الشرق والغرب، انبثق شعاع من الضوء لا ينسى. ليس مارتن هيدغر، في القرن العشرين، فيلسوفا بين آخرين. إنه ذلك الذي يسهر على حداد الفكر الغربي. ومن هنا كانت مسألة التقنية تقلقه وتعذبه.

هذا العذاب بأي شيء هو عذابنا؟

كنا نقول إذن، متابعة لمنظومة هيدغر الجنائزية، إن التقنية، “كميتافيزيقا مكتملة”، وكقوة إرادة هي أساس إنذار كوني يدعو البشر – أكثر من أي وقت مضى – إلى سماع الكائن.

ومع ذلك، ألح هيدغر كثيرا على تدمير العالم، ومصير الانسان الذي تحول إلى دابة.

الدلائل التي تؤيد عذابه قائمة. انظروا حولكم. انظروا في داخلكم، الشعر نفسه يعتبر اليوم حساب كلمات، واستراتيجية نصية. لنترك الكلام اليوم على “الآلات المتشهية”. غير أن فكر هيدغر هو أيضا ثاقب كضوء البلور. تعني هذه الاستعارة، مثلا، إن التقنية ليست الشر (برهان انسانوي ضعيف جدا)، وإنما هي مسألة عن معنى الكائن.

صحيح، إذا قبلنا هذه الآراء. لكن، لنعد إلى ما يربطنا بجوهر التقنية. فالتقنية، على كل حال، من أصل غربي. إنها بالنسبة إلينا، إرادة قوة مهيمنة واستعمارية. إنها، بمعنى ما، خاتمة المعرفة المطلقة. هل نقدر أن نحول لصالحنا إرادة القوة الخارقة هذه؟

لصالحنا؟ نحن؟ من نحن؟ نحن في جوهر التقنية؟ ليس الشرق حركة بسيطة (جدلية، تأملية، ثقافية…) نحو الغرب. إن أحدهما هو بالنسبة للآخر البداية والنهاية. ولهذا فإن كتابة هيغل عن الشمسين (الشرق كشمس خارجية والغرب كشمس داخلية في الفكر الكوني) إنما هي أسيرة الحقل الميتافيزيقي.

ماذا يعني هذا التشبيه في حديثنا عن التقنية وصورتها، إن كنت ماتزال تتذكر عقدة حوارنا؟

جوهر التقنية فرد واحد. وهو، من حيث أنه أوحد فرد، كوني، أيا كانت طريقة انتشاره. وللأوحد تأثيراته الصورية، والانكفائية، والإخفائية، والاختلافية. نسمي هذا المشهد كله صورة التقنية أو ظلها.

يعني؟

جوهر التقنية مزدوج بالنسبة إلى التربة الميتافيزيقية في الاسلام ولغته. قلنا سابقا إله أرسطو دخل في الاسلام قبل ظهوره. كذلك يمهد “الأورغانون” لمصير التقنية الكوني. لهذا يجب أن نركز انتباهنا على المواجهة بين هذين النوعين من الميتافيزيقا، الذي يمحو أحدهما الآخر. إننا مأسورون في هذا الفرق، في مبادرة جديدة.

أهذا هو ما تسميه “الاختلاف الذي تصعب معالجته”؟

نعم. وهناك فروقات أخرى، انقطاعات أخرى تثير العنف لدى جميع الأطراف. الهوية العمياء، والاختلاف الوحشي من الأدلة البارزة. الاختلاف الذي تصعب معالجته هو كف يد الميتافيزيقا بنقد مزدوج، بكفاح مزدوج، بموت مزدوج.

بنقد مزدوج؟

نقد هذين النوعين من الميتافيزيقا، ونقد المواجهة بينهما. الوقع أن هناك خيارا، خيارا وحيدا ممكنا: التأمل في مراكش كما هي، كموقع طوبوغرافي بين الشرق والغرب. ما تزال مراكش، كأفق للفكر، تتعذر على التسمية. ينبغي، من جهة، أن نصغي إليها ترن في لغتا (لغاتها) الخاصة، ومن جهة ثانية، وحده الخارج الذي أعيد فيه التأمل، وأزيح عن مركزه، وخرب، وحول عن تحديداته المهيمنة، هو الذي يمكن أن يبعدنا عن الهوية العمياء والاختلاف الوحشي. وحده الخارج الذي أعيد النظر فيه، يقدر، أن يمزق حنينا إلى الأب، ويقتلعه من التربة الميتافيزيقية. أو على الأقل يوجهه نحو مثل هذا الاقتلاع. نحو فكر سيد، يتيم في غاية اليتم. ذلك هو المنحدر الآخر من الاختلاف الذي تصعب معالجته، وتلك علاقتنا بفكر اختلاف كهذا.

ماذا يعني إذاك “الموت المزدوج”؟

أفصح عن ذلك هراقليطس الإلاهي بمقتضى صوته الغامض: “خالدون فانون، فانون خالدون، يحيون بموت أولئك، ويموتون بحياة هؤلاء”. إن جدارة الانسان هي أن يستحق موته، بين الموتى، فهل تفهمونني؟

عبد الكبير الخطيبي

(الرباط)

L’amazighité: de l’identitaire au devenir

L’amazighité: de l’identitaire au devenir

Aytma d’istima, zeg mag tellam
Azul fellawn

Au chevet de ma mère malade, il y a de cela quelques semaines, elle me conta cette parabole, comme pour me conforter, face aux vicissitudes de la vie. Des oisillons sont allés, me dit-elle, voir la cigogne, (la cigogne étant un mâle en amazigh), pour lui poser la question que voici :
– Dis, oncle, que fais-tu du haut de ta demeure, quand la bourrasque te surprend?
– Je reste dans mon nid, leur dit la cigogne et ne bouge point, car toute bourrasque est passagère.
Des bourrasques avaient soufflé dans nos contrées, et dans notre instinct collectif de survie, nous avons peut-être muté, mais jamais quitté notre nid.

N’est-ce pas là, une génération déjà quand le regretté Mouloud Maameri, opéra un repli tactique en drapant de culturel ce qui est au fond existentiel. Il le fit, conscient des rapports de force, pour préserver l’essentiel. Les pouvoirs en place ne s’étaient pas trompés sur la véritable teneur de son discours et avaient sévi. Ici, on a pensé endiguer la lame de fond en procédant à quelques aménagements de forme. Une revue a été autorisée qui portait le nom, combien symbolique d’ « Amazigh ». Mais comment pouvait-on chasser le naturel ? La revendication de notre culture fut brimée et l’appel à une relecture de notre histoire par le regretté Sidiqi Azaykou, lui valut la prison.

Nos ainés, comme la cigogne, se replièrent pour laisser passer la bourrasque. Ils avaient laissé des plumes, car, il faudra peut-être le rappeler, que de ces actes de résistances, on ne sort jamais indemne. On garde le sourire certes, on maintient la tête haute, on fait fi des calomnies, on brave les tracasseries, mais on ne vit pas la vie du commun des mortels quand on est habité par une idée. Et ce qui fait la vie : une famille, une demeure, une carrière, un pactole, tout cela vole en éclats pour un être mû par un idéal. Hommage à nos ainées qui ont fait de nous leur famille, leur demeure, leur carrière, leur fortune, et qui de leurs blessures respectives ont apporté un baume à notre blessure ontologique. Gloire à nos héros. Il n’y a pas de registre aussi grand pour les contenir, ni de mots capables d’exprimer notre déférence à leur égard. Fidélité à nos martyrs où qu’ils fussent. Comment ne pas se pas s’incliner ici à la mémoire d’ Abbane Ramdan, Larabi Mhidi, Zerktouni, Amirouche, Mohammed Messadi, Moha Ou Herra, Krim Belcacem, Sifaw Mahroug, Boujema Hbbaz, Ag Baha n Mga, Massinissa Guermah, et ne veux point oublier.

Hommage à nos cadets où qu’ils soient, qui raniment la flamme de notre mémoire pour paver la voie de notre devenir, pour un printemps renouvelé, pour une tafsut tis-krat atteg tazegzawt. Un printemps fleuri et fécond que nous voulons éclore de notre terre. Pour une marche certaine n’ tawada s’ dat vers l’avant.

Aytma d’ istma :
Quand la brise des Droits de l’homme s’est épandue, au lendemain de la chute du mur de Berlin, les maitres des céans, ici et là, ne pouvaient ignorer la cigogne qui trône sur les hauteurs. La cigogne ou l’aigle pour reprendre l’image de ce beau poème de Mohammed Chafik, « idder wayur ». On avait mis l’aigle dans une basse-cour, enfermé avec des poules qui le tournaient en ridicule. On finit par le sortir de la basse cour, mais on le voulait apprivoisé, sinon entravé pour qu’il ne prît jamais son envol…

Et des bourrasques soufflent toujours de ce chergui idéologique qui nous est familier, depuis des siècles..Elles soufflent encore. Mais rappelez vous ce qui me disait ma mère, « toute bourrasque est passagère ».

Et comment prendre son envol ? N’est pas là la question ?

La cigogne ou l’aigle se dévêt de son accoutrement culturel pour se parer de son sceptre existentiel. Tenir comme Jugurthen (Jugurtha) et Dihia. Devenir comme Memmis n’Izza (Massinisa) Awragh dit Saint Augustin ou Memmis n’Tachfin. L’aigle fait tomber le masque dont il se paraissait. Il brise les nœuds qui l’entravent. Il veut devenir acteur. Il se dégage d’une longue nuit où il fut maintenu en tutelle. Il pense et réfléchit avant de prendre son envol. Que dit l’aigle dans sa cogitation dont nous sommes ici témoins ?

Au commencement, il y a la géographie. Ernest Renan avait le mot juste pour faire valoir l’antériorité de l’espace territorial, appelons le, l’assise géographique, le cadre ou le théâtre dans lequel se déroule une geste. « Une nation, disait Renan, résulte du mariage d’un groupe d’hommes avec une terre ». La terre est la matrice, l’homme est la semence.

L’assise géographique n’a pas à être uniforme. Le peuple ou l’acteur de la pièce qui habite l’espace s’y identifie et porte souvent son nom : Les Arabes pour l’Arabie, les Assyriens pour la Syrie, notion chère au concepteur du nationalisme syrien Antoun Saadé, le Touranisme, la matrice idéologique des Jeunes Turcs, pour la chaine Touran. L’Egypte pour les Koptus, qui a donné par la suite les Coptes, avec le glissement sémantique qu’on connait.

On pourrait égrener les exemples : Francs et France. Cet espace qui est le nôtre, fut longtemps connu par la berbérie qui est le cadre où vivaient et vivent encore les berbères et le théâtre dans lequel s’est déroulé leur geste. Avec bien sûr des à coups, des scènes inachevées, des actes manqués, mais aussi de grandes épopées.

L’assise géographique est donc l’élément primordial. Peut-être devrons- nous en fixer les contours. La tâche est aisée parce que c’est un lieu commun, et notre assise géographique a été définie aussi bien par les Grecs, les Phéniciens, les Romains, les Arabes, que par les puissances européennes. Il s’agit de cet espace contiguë à Egypte qui s’étend de l’oasis de Siwa à l’Est, aux rivages de l’Atlantique, voire aux îles des Canaries à l’Ouest, et de la méditerranée au nord, jusqu’au grand Sahara au sud.

Le marqueur de cette assise géographique est la langue, expression du génie d’un peuple et de son interaction avec son milieu. Dans le cas d’espèce, les contours géographiques sont exprimés par la langue certes, mais comme les peuples subissent des flux migratoires et des influences culturelles, la toponymie est un autre marqueur qui vient à la rescousse quand la langue cesse de l’être. Ouvrez une carte et jetez le regard sur les noms des lieux, y compris dans les espaces où on a cessé de parler l’amazigh, vous serez édifié sur les contours de l’assise géographique. Qu’est-ce un toponyme si ce n’est le témoignage sur les peuplades qui y ont vécus ? Fès, Tétouan, Anfa, Tazrout, Laghouat, Tichla, Boutilimit, Fezzan, Tajoura, Tala, sont autant d’indices sur ceux qui avaient meublé ces espaces, même si, dans ces contrées, on a cessé de parler la langue première.

La langue est l’expression du génie d’un peuple, de sa façon de penser, de sa philosophie de la vie. Dans « Discours à la nation allemande » de Fichte, si la nation est consubstantielle à la langue, elle n’en est pas réductible, car Fichte ajoute un autre élément fort important à mon sens, la façon de vivre la vie, de la concevoir et de la penser. Les langues évoluent et les parlers peuvent muter, de même que les peuples peuvent, sous diverses conditions, changer de langue, mais ils changent rarement de façon de sentir ou de vivre. L’Italien d’aujourd’hui ne parle plus le latin, la langue de ses ancêtres, mais il n’est pas moins le continuateur du génie latin. L’Egyptien a changé, au fil des millénaires, de langues, mais il est toujours marqué par ce que Noam Chomsky appelle, la structure profonde ou ce que Taha Hussein appelle, la personnalité égyptienne, idée reprise par la géographe Jamal Hamdane. Le Maghrébin, ou l’Amazigh, peut toujours parler l’Amazigh, comme il peut ne pas le parler, il n’en est pas moins marqué par son génie. Nos dialectes dits darija, portent l’empreinte du génie amazigh. Cela transparait dans l’intonation de nos darijas, la syntaxe, le lexique, et surtout notre face de penser et d’agir. Comme Jourdan qui faisait de la prose sans le savoir, le Maghrébin ou le nord-africain, quand il n’est pas amazighophone, parle l’amazigh sans le savoir, mais surtout pense en amazigh et se comporte en Amazigh.

La langue est donc l’habitacle du génie d’un peuple. C’est sa mémoire, mais aussi son code génétique culturel qui porte sa vision du monde et la conditionne à la fois. La langue amazighe est l’expression de notre génie. Face aux vicissitudes de l’histoire qui l’ont confinée à se retrancher, elle a valeur de symbole. Il est fondamental de rappeler qu’aucun peuple ne peut accepter le sacrifice de sa langue. Elle peut être vernaculaire, peu évoluée, mais elle s’identifie, pour son locuteur à sa mère. Quand bien même vous lui faites part de ses carences ou ses impotences, il vous sort le vers de Molière :

Guenon, si l’on veut, ma guenon m’est chère
Langue de la vie qui n’est pas handicapée par le poids de la sacralité et le formalisme que fait peser le fardeau du patrimoine, notre langue, l’amazigh, peut aisément évoluer. Je me permets de dire que le choix de sa transcription, déterminera son essor. Pour ma part, au risque de commettre une incartade, je plaide pour le caractère latin.

La langue arabe qui s’est mêlée à notre trame culturelle, qui a fondu dans les méandres d’une histoire millénaire, est aussi notre langue. Nous tenons à le réitérer pour qu’il n’y ait pas d’équivoque là-dessus. Nous n’en faisons pas un fétiche, car nous ne devons pas en avoir.

Nos élites à travers l’histoire devaient s’ouvrir au monde et apprendre d’autres langues valorisées et valorisantes, mais elles ne devaient aucunement se soustraire au génie immanent à notre assise géographique. Que se soit avec Apulée, Saint Augustin, Ibn Khaldoun, al Youssi, Kateb Yassine, Messaadi, Kheireddine, Kaouni, on trouve cette trame qui fait le « Maghrébin » ou l’Amazigh, un proche parent du Grec, qui comme lui, peut être tenté par l’anthropomorphisme, mais il est surtout marqué par une propension rationnelle. Il se démarque du Sémite porté sur les abstractions et l’expression imagée. Cela rebute l’Amazigh et l’indispose. Il se retrouve dans le concret. Quand bien même il adopte les religions du Sémite, il les fait couler dans son moule. Le monothéisme, dans sa pureté, rechigne à la figuration et à l’intercession. Le Maghrébin ou l’Amazigh, ne pouvait appréhender l’absolu qu’à travers des Saints et des intercesseurs à qui il peut parler et qui peuvent lui parler, comme le Grec avait ses dieux et ses oracles. La profession de foi du monothéiste est un abandon de la raison. Le Maghrébin attelle foi et raison dans le même fiacre. Qu’on pense à Saint Augustin, Ibn Rochd, ou Maïmonide.

Une assise géographique, disions-nous, dont le marqueur est la langue, c’est certainement la scène de la pièce ou de la saga, mais qu’en est –il de l’acteur que nous n’avons qu’esquissé ? Comment le définir ? Race ? Ethnie ? Peuple ?

On ne peut prétendre à une pureté ethnique, car non seulement l’idée est incongrue, mais dangereuse. On peut certainement parler de charpente ethnique sur laquelle se sont greffés d’autres affluences. On peut, tout aussi bien parler de trame culturelle commune, avec des ilots qui tirent leur force politique, culturelle ou économique, de leur liens avec des galaxies externes, autour duquel ils gravitaient ou continuent à graviter. Le phénomène est récurrent depuis la période romaine, voire phénicienne. L’acteur n’est pas réductible à une ethnie, à une race, ou à une identité..Ce sont des éléments vaseux qui s’apparentent à la formule chimique d’une molécule, comme l’oxygène et l’hydrogène pour l’eau. Il est peut-être nécessaire pour les chimistes des peuples d’en connaitre les composantes. La question est subsidiaire quand on pense au devenir. L’acteur ici, s’appelle peuple. Il est comme l’eau qui coule dans le fleuve. Eternelle. Les gouttes dégoulinent, s’agrègent pour former un flot qui coule, sans interruption. Avec certes des affluents qui alimentent le fleuve. Ils le grossissent. Ils peuvent altérer sa pureté par leur turbine, le sortir même de son lit, mais aussi l’enrichir pas leurs limons. Le fleuve a une source pure, une trajectoire sinueuse et une embouchure. Les deux lieux ou temps les plus importants d’un fleuve, sont sa source et son embouchure : savoir d’où on vient et vers où on va. Je reviendrai à cette image, en vous rappelant cette maxime de Jean Jaurès que je cite souvent : « c’est en allant vers la mer, que la rivière reste fidèle à sa source ». En définitive, c’est le devenir qui valorise la source et non l’inverse.

Une scène qui s’appelle l’assise géographique, un acteur, qui s’appelle le peuple ? Mais qu’en est-il de la pièce qu’on devrait jouer ?

Le texte est à écrire. Il doit se conformer à deux considérations fondamentales :

Le socle historique et une vision du monde

Le socle devrait intégrer toutes les séquences de la geste d’un peuple. Il arrive, par des effervescences de l’histoire, qu’on veuille faire table rase sur les séquences précédentes. L’idéologie ici supplante la science. La révolution française qui pensait faire table rase de l’héritage de l’Ancien régime, en adoptant même un nouveau calendrier, fut rattrapée par ce que Hegel appelle la ruse de l’histoire. Il ne fut jamais question d’une coupure mais d’une continuité. Il faudra ici relire « l’Ancien régime » de Tocqueville, pour être édifié combien il coûte cher de faire des ponctions sur sa mémoire.

Dans le cas d’espèce, les lectures idéologiques en vogue, n’ont focalisé que sur une séquence de l’histoire de l’Afrique mineure, celle qui avait commencé avec la chevauchée d’Oqba. Nous savons bien sûr, par les récits d’historiens et de chroniqueurs sérieux, dont Ibn Hawqal ou Ibn Khaldoun que l’islamisation sous les Omeyyades se voulait d’abord une domination arabe et que nos ancêtres y avaient opposé une résistance farouche, d’abord avec Dihia, et puis, en retournant contre le conquérant ses propres armes, en se portant les champions des idéaux proclamés, par le truchement du Kharijisme, cette version égalitaire de l’Islam et qui demeure encore prégnante, de manière manifeste, dans le djebel N’ foussa, Djerba, le Mzab, et de manière latente dans le rigorisme religieux des oasis au Maroc ou en Maurétanie, même si le kharijisme avait disparu dans ces contrées.

Le rapport à l’Islam a oscillé entre la tendance d’amazigher l’islam qui devait disparaitre, celle portée par les Bourghwatas (peut-être faudrait-il prononcer aussi Boulghwatas, le l et le R, sont en amazigh interchangeables, et que Laghwat serait une survivance philologique des Bourghawatas, et pourquoi pas sémantique). L’autre tendance qui a eu le bonheur de réussir, celle qui voulait islamiser l’amazighité, porté par les Almoravides.

Les Amazighs n’ont jamais perdu leur âme en se convertissant à l’Islam

Ce qui nous importe dans cette notion de socle de l’histoire, c’est bien sûr de construire sur du solide, et cela n’est possible que par une approche scientifique de l’histoire de l’Afrique mineure. Il y eut une histoire avant Oqba et elle était riche. L’Afrique mineure a donné à l’humanité de grandes pontes de la pensée universelle. Elle fut même une base de repli à la rive nord de la méditerranée quand celle-ci fut envahie par les barbares, et un lampion quand l’Europe s’enfonçait dans les ténèbres. Je pense à ce géant de la pensée qui était Saint Augustin qui l’a, à préservé, à la fois dans les contreforts de l’Eglise, et a opéré un mariage heureux, entre rationalité et spiritualité, expression du génie du sol. Il y a eu une histoire, après Oqba, riche et tumultueuse. Il faut savoir démêler ses écheveaux.

Le rapport objectif à l’histoire, et partant relativiste, est fondamental, car in fine, nous devons interpeller l’histoire, comme l’avait fait Ibn Khaldoun, dans toutes ses séquences. On ne peut bien sûr nier la forte influence culturelle de l’Orient, depuis Oqba, mais comment peut-on nier la trajectoire verticale qui a présidé aux rapports de l’Afrique mineure avec on voisinage ? Cela était saillant avant l’Islam. Il n’était pas moins vrai avec l’Islamisation. Les deux rives se rapprochent et cohabitent dans un mariage manifeste, comme en Andalousie, en Sardaigne, en Sicile. Elles peuvent aussi entretenir des relations cachées, via des conseillers, des courtisans, des commerçants, des concubines ou épouses, des aventuriers, ceux qu’on appelait les Renégats, et autres avatars. Les deux rives peuvent divorcer aussi, et le divorce pourrait être douloureux. Qu’en pense à ses enfants communément connus par les Morisques, chassés de leur terre en Andalousie.

Chaque fois qu’il y a eu divorce, c’était toujours par la référence à des idéologies messianiques d’inspiration religieuse : jihad ou Reconquista avec son corollaire l’inquisition.

Par le sud, l’Afrique mineure, était constamment irriguée par des flux migratoires, souvent portés par des discours messianiques. Ainsi est la ruse de l’Histoire. Mais le mouvement pourrait être dans l’autre sens, vers le sud aussi, quand le Nord se recroqueville. C’était souvent des individus ou des groupes, en quête de l’aventure ou du gain matériel, ou pour prêcher la bonne parole, ou tout cela à la fois.

Avec l’avancée militaire, technologique et économique de la rive nord, la nostalgie a gagné des aventuriers d’Europe pour relier les deux rives, dans l’aventure coloniale. Ce qui devait être un mariage heureux fut un viol. Un viol traumatisant dont les séquelles se font sentir jusqu’à l’heure. Il faudra peut-être dire quelque chose de douloureux que la même malédiction qui avait frappé les enfants nés du mariage des deux rives, et qui furent expulsés de leur terre natale en Ibérie il y a de cela plus de quatre siècles, toucha d’autres enfants, nés dans nos contrées, chassés ou poussés à quitter une terre où ils étaient nés et qu’ils avaient contribué à défricher : je pense à ceux qu’on appelle « les pieds noirs ». Comment refuser à quelqu’un qui se définissait comme nord africain, l’attachement à cette terre ? Comment voudrait-on les voir tous sous le prisme déformant, de colons repus, arrogants et méprisants ?

Le socle historique nous rappelle le déterminisme géographique : Nous sommes africains portés par des rapports verticaux avec notre voisinage. N’est ce pas là l’appel ou le rappel de notre ancêtre Massinissa : « l’Afrique aux Africains ». Le socle historique devrait nous rappeler ce qui est plus important : Nous avons une structure mentale grecque tout autant qu’un passé latin. Corps et esprit ne peuvent, dans la conception grecque se tourner le dos, et ne doivent pas, pour nous, se tourner le dos. Rappelez- vous l’adage : un esprit sain dans un corps sain. Et comme avec Aristote, chaque chose a un pourquoi et une fin, qu’on décortique avec la raison. Revendiquer l’héritage gréco-romain ne serait pas une lubie. Il fut un temps où l’Afrique mineure était plus romaine que ne l’était la Gaule. Viendrait-il à l’esprit de la France d’aujourd’hui de renier les racines nourricières de sa latinité ou de son héritage hellénique ? Le rapport à la langue française ne devrait nous poser problème. La langue française s’intègre aisément à notre geste car nous avons adopté d’autres langues à travers notre histoire, et de surcroît elle sert nos desseins. Elle nous rattache à ce patrimoine gréco-romain que nous revendiquons et nous balise la voie, par un raccourci, à la modernité. Faisons nôtre la maxime de Kateb Yasssine : « la langue française est un butin de guerre ». Rappelons aussi son corollaire : je parle français pour dire aux Français que je ne suis pas français.

Quant à la vision qui devrait nous inspirer, ce qu’on pourrait appeler Weltanschauung, elle devrait être l’élément dynamique, le moteur qui actionne le devenir. L’assise géographique, la trame culturelle, sont des éléments statiques, sans incidence historique s’ils ne sont attelés à une locomotive, à un projet. Nous pourrons égrener les exemples de peuples, qui, dans des circonstances déterminées, par l’entremise de phares qui ont pavé la voie aux leurs, sont passés de l’état de force à celui de puissance. Furent-ils des outils de leur temps, déterminés par l’histoire, comme le veut l’orthodoxie marxiste ? Ou des acteurs indéterminés ? La question importe peu, mais l’histoire nous apprend que ces portes flambeaux sont indispensables pour tracer une voie. Fichte, Ziya Gop Alp, Herzl, Michel Aflaq, étaient des lampions qui allaient fédérer les leurs, en réaction à une blessure ontologique, et les inscrire dans l’aventure humaine, autrement dit à la modernité.

De tous ces exemples qu’il faut certes connaitre, décortiquer et en puiser la quintessence, il faudra forger le nôtre. Si certains ont eu le bonheur de réussir, ils n’ont pas tous échappé à l’emprise des vagues des « nationalismes » du XIXème siècle, avec comme soubassement, un substrat identitaire et son corollaire, la négation de l’Autre ou des « Autres ». La purification culturelle avait confiné des fois,, hélas, à des épurations ethniques. On connait les dérives du germanisme, les excès du touranisme dont le génocide des Arméniens et le déni des Kurdes, sont les facettes sombres. On ne peut passer sous le boisseau le péché originel du sionisme qui s’est fait sur le déni du peuple palestinien, selon l’assertion « un peuple sans terre, pour une terre sans peuple ». On ne s’attardera pas sur le simplisme du panarabisme ni de son échec. Nous ne pouvons nous permettre d’œuvrer par élimination. Nous avons le devoir de procéder plutôt par accumulation, en régulant les différents apports, les diverses composantes, par la foi en des valeurs communes. Il n’y pas de toile qui puisse tenir sans trame, et ce sont les valeurs qui font la trame. Les valeurs auxquelles nous souscrivons sont la liberté, au sens que lui donnait Benjamin Constant, c’est à dire la faculté d’agir, autrement l’accès au pouvoir, la justice au sens de John Rawls, c’est-à-dire participative, autrement dit l’accès des communautés à leurs ressources. Enfin la rationalité, par rapport aux choses, (la science), aux faits (les sciences sociales) et aux êtres (le contre social). Dans ce dernier aspect, nous nous inspirons de Rousseau, en mettant l’accent sur le contrat social, préalable pour dégager la volonté générale, et un cadre éducatif pour forger un homme nouveau. Il y eut un précédent dans l’histoire qui a réussi à fédérer les différents apports dans la foi commune en des valeurs, en mettant l’accent sur l’unité dans la pluralité, en faisant valoir et prévaloir, le peuple comme acteur et souverain, c’est celui des Etats Unis. Le peuple, qu’il ne faut confondre avec la masse, est certes un concept abstrait, mais c’est lui confère âme à la multitude, avec un ancrage géographique, une conscience historique, et un devenir. Il a la préséance sur tout. Il est la constante. Formes ou modes de gouvernance, configurations géographiques qui délimitent les pays, sont des variables qui au fil de l’histoire avaient mué. Les variables doivent être au service de la constante et non l’inverse. Le modèle américain était le premier fleuron de la philosophie des Lumières. Penchons- nous sur le modèle que sur sa source d’inspiration. Rêvons des Etats Unis d’Afrique du Nord.

Aytma d’istma :
Il n’y a de force dans cette phase que celle de l’esprit. Faisons- en notre arme. Il faut parler à ceux qui sont libres dans leur esprit ou voudraient l’être. Il faut que ceux qui parlent la langue première de nos contrées, soient libres dans leur esprit.

Il y a de cela soixante dix ans, un cri a porté dans nos contrés :
Kker mmis n umazigh
Tafuyet nex tulli-d ;
(Lève- toi, Ô, fils d’Amazigh
Notre soleil s’est levé)

J’entends ici même l’écho de ce cri de ralliement. J’hume les effluves du printemps, d’un printemps renouvelé qui nous fasse oublier les stigmates des deux précédents.

Je termine en citant ce beaux vers du poète allemand Novalis :
«Quand nous rêvons que nous sommes en train de rêver, l’heure du réveil est proche.»

Nous avons longtemps rêvé, et nos rêves furent souvent ponctués des fois de cauchemar. Nous sommes peut-être en train de rêver que nous sommes en train de rêver. N’est ce pas là l’heure du réveil ?

Homme libre, de contrée libre, tu es rendez-vous de l’histoire. Sois ce que tu devrais être.

Tanemirt.

*Allocution de M. Hassan Aourid à l’Université d’été d’Agadir le 7 mai 2014