الحلقة السادسة من حلقات الملتقى الافتراضي” حوار الإبداع في زمن العزل ” المنظم من طرف الجامعة الصيفية، حوار مفتوح بين الكاتب لحسن زهور والتشكيلي الإمام دجيمي .

من بلاد الأشياء الأخيرة لبول أوستر في الرسالة الطويلة لٱنا بلوم حيث العزلة والسواد وتلاشي الأشياء واضمحلالها وانتفاء الحياة في عالم يقف على حافة، من عوالم الرواية إلى دروب وأزقة و فضاءات مدينة أكادير، تكابر كائنات لحسن زهور القصصية وتجابه قسوة الوحدة، بوعي حاد يكتب للعالم رسالته عن كون الحياة رهينة بفعالية الإنسان، الفعالية التي تمنح للأشياء المعنى في عالم قيامي تتجاور فيه الأشياء وتتداخل فيه حيوات المكتبة بحيوات الشخصية. وإذا كان عزاء الشخصية أمام ما يحف بها من أهوال هو ماء المحبة، فإن اللوحات التشكيلية للإمام دجيمي التي تشهد على سلطة العزلة وسطوة الأثر والفراغ، تحفل بإيحاءات تستحيل فيها المكتبة، بما هي امتداد في التاريخ الإنساني للنقوش والمغارات التي ألهمت الإنسان الانتقال من الأيقونات إلى الرموز إلى الخطوط في أزمنة غابرة، الفضاء الذي يحتفي بالحياة ، الفضاء الذي يمنح لمن ارتداه الانفلات من السجون اللامرئية نحو أفق أرحب، وأمام تلاشي الفضاء المشترك ومواته يستعيد الفضاء الخاص حميميته، وتستعيد المكتبة في غضون ذلك وضعها الاعتباري الملائم كفضاء للقاء بالأخر. ربما أضاء هذا اللقاء شذرة بورخيس ورغبته التي تجعله يتخيل الفردوس على شكل مكتبة أبدية بمنأى عن المحو، لكنه حتما أضاء راهن العالم حيث لا شيء على ما يرام …