حوار ينتسب إلى تجربة جمالية تنزل ضيفا على المستقبل إذ تشق طريقها إلى تخوم المجهول، في رحلة تتعثر فيها الحواس بألم من طينة خاصة يعيد ترتيب العالم وهندسة خرائط الذاكرة، يصعد من عودة المكبوت والسرديات الكبرى؛ سرديات الخلاص على وجه التحديد، ويجعل الفضاء الشعري فضاء نشيد ومواجهة وإدانة؛ يعول على جسد جماعي به تستضيء الذات لإدراك عمق الرجات أمام بشاعة ما يتهدده من انمحاء. ولعل العالم اليوتوبي الذي شيدت ملامحه عوالم الشاعر محمد الوقايني هو الذي تشكل بالغبار في لوحات محمد السراجي في إيحاء نقدي دال على طبيعة اليتوبيا بوصفها رغبة موازية لحركة التاريخ وعلى هشاشتها وخفتها أيضا، كما أن حفريات تفيناغ وعلامات الجسد، كما إيحاءات الوجه الأدمي وأقنعته، بحمولتها الرمزية والميثية هي تقويض وإشارة إلى ما يحكم تلك اليوتوببا من رغبة ترتب مرجأ المستقبل الإنساني على أمشاج حكاية عودة مفترضة للينابيع .